هل يشرب الأردنيون الخمور دون أن يشعروا؟!

هل يشرب الأردنيون الخمور دون أن يشعروا؟!

هل تحتوي المشروبات الغازية المطروحة في الأسواق الأردنية كحولاً؟

إثارة هذه القضية في الأراضي المحتلة يدق جرس الإنذار في الأردن

علماء دين ومحامون ومختصون يبدون استعدادهم للتصدي لهذه المسألة

هل قاعدة ''ما اسكر كثيره فقليله حرام'' مطلقة أم أن فتوى القرضاوي أصح؟

اللواء - محمد سبتي

انتشرت مؤخراً شائعات حول احتواء المشروبات الغازية عموماً على نسب ضئيلة من الكحول، هذه الشائعات بدأت أول الأمر قبل نحو سنتين عندما اكتشفت معامل إحدى الدول الخليجية وجود نسبة ضئيلة من الكحول في مشروبات الطاقة كانت تعادل حوالي (5,0٪) أو اقل من واحد بالمائة بشكل عام، وفي حينها أفتى الشيخ يوسف القرضاوي بجواز تناول هذه المشروبات من باب ان هذا الكحول متكون طبيعياً بغير قصد، وان نسبته لا تسكر قلّ أو كثر.

وقد عادت هذه المسألة إلى الواجهة هذه المرة في منطقتنا بعد اكتشاف ان بعض أنواع المشروبات الغازية تحتوي على كميات من الكحول، هذا الاكتشاف الذي حدث في الأراضي المحتلة أثار قلق الكثيرين هنا في الأردن خاصة ان عدداً من المصادر والمستوردين لهذه المشروبات مشتركون بين الأردن وفلسطين.

والمختبر هو الفصل

(اللواء) ارتأت فتح هذا الملف ومناقشته من كافة الجوانب علّنا نصل إلى جواب شاف حول هذه القضية حيث قال المحامي نائل الرضوان: إن الأمر يتوقف في النهاية على المختبرات الطبية وعلى اثبات ان تلك المشروبات الغازية تحتوي على نسبة كحول فعلاً، فقد تم الحديث عن هذه المسألة مرات كثيرة، وكانت القضية تموت بسرعة، ولم يسبق ان حققت لجنة في الأمر. وبالتالي لن يلجا أحد إلى القضاء في ضوء تلك الإفتراضات بدون إثباتات .

مواجهة

أما المحامي جهاد الزبن فقد قال: إنه سيكون أول من يقف في وجه تلك الشركات اذا ثبت بالبراهين والقرائن ان تلك المشروبات تحتوي على نسبة كحول مهما تكن صغيرة ،لأنهم بهذا يتلاعبون بالشعب الاردني بأكمله ويدنسون الطهر الإسلامي، دون أن يدري أحد، لكن في النهاية لابد ان يتبنى احد المختبرات او المراكز المتخصصة قضية التأكد من أن في تلك المشروبات نسبة كحول أم لا.

وأضاف الزبن: أما عن تجارب بعض الدول وخاصة الغربية مع تلك المشروبات واكتشافها وجود كحول فهذا الامر لا يعنينا، لأن الشركات يمكن ان تنتج مشروبات حسب الانظمة الموجودة في بلدانها فيمكن أن يكون ذات المشروب كحولياً في إحدى الدول غير الاسلامية وفي الدول الإسلامية لا يحتوي على كحول، وعلى هذا نعتمد في النهاية، ولا يمكن تعميم أحداث في بلاد اخرى على الشارع الأردني، لكن يجب اجتناب الشبهات والحذر والتأكد من عدم وجود كحول في المشروبات المختلفة.

جمعية حماية المستهلك

جمعية حماية المستهلك وعلى لسان مدير علاقاتها العامة عبد الكريم صبحي قالت: إن الجمعية تسعى بالأشكال كافة لحماية المواطن من كل المضار التي قد تأتي من الأشياء التي يقوم باستهلاكها سواء كانت مأكلاً أم مشرباً، وهذا يعتمد على تنسيق الجمعية مع جهات اخرى ، والتي تزودنا بالمعلومات حول المنتجات التي يمكن ان تضر المواطن الاردني على اختلاف أصنافها، ونحن نقوم باللازم ،أما عن المشروبات الغازية على اختلاف انواعها فلم يثبت علمياً بعد في الاردن بالتحديد أن هناك مواد كحولية فيها وهذا ما نتوقف عنده ،ففي البداية نثبت ثم نباشر عملنا المقتصر على حماية المواطن وحفظ الاستقرار في الاسواق.

وأضاف صبجي: لا يمكن التخمين بهذه المعلومة من مراقبة الأسواق، ولا يستطيع احد ان يفعل ذلك، لأن أسواقنا غير أسواق دول أخرى يمكن ان تضع الكحول في المشروبات الغازية بل يمكن ان تضع المخدرات أيضاً أو ما شابه، وهذا يعتمد على طبيعة البلاد والرقابة في تلك البلدان .

نفي

أما معتز السرطاوي المهندس في أحد مصانع المشروبات الغازية فقد قال: إن صناعة هذه المشروبات تدخل فيها ألياف نباتية، ويضاف إليها أوراق نباتية أيضا ،إلى جانب المواد المصنعة والتي لا تحتوي على الكحول إطلاقاً، وهذا ما تقوم مؤسسة الغذاء والدواء على متابعته عبر تحليل مركباته، فلو كان هناك في المشروبات الغازية كحول ولو بنسبة ضئيلة ،لتم منع المصنع من توزيع منتجاته على الشارع الأردني .

أما عن طبيعة المشروبات والعصائر النباتية التي يمكن ان ينتج عن تخمرها كحول قال السرطاوي: إن المنتجات في كل المصانع المتعاملة بهذه المواد لا يتم تكديسها فترات طويلة كما ان العبوات تكون محكمة الإغلاق للمحافظة على الغازات فيها ولمنع دخول العناصر الخارجية ،والعصارات النباتية تكون بنسب قليلة جدا لا يمكن ان تتخمر خلال فترات قصيرة.

وأضاف السرطاوي :إن بعض المصانع في الدول الأخرى تحاول إضافة نكهة مميزة ويعتمدون في بعض تلك الإضافات على الكحول لتصنيع المشروبات الغازية، ولا يستطيع أحد الرفض في تلك البلدان، لكن هذا قانونيا ممنوع هنا في الأردن، والمواطن الأردني أو الأجنبي عليه ان يعرف ماذا يحتوي المشروب الذي يقوم بشربه، ومن يقومون بذلك يحولون المشروبات الغازية الى مشروبات يدمن عليها الإنسان بشكل عفوي.

رقابة

وفي الإجابة حول تساؤلنا عن احتواء المشروبات الغازية على مادة الكحول هنا في الأردن، أكدت مؤسسة الغذاء والدواء لـ ''اللواء'' أن المؤسسة تعمد إلى مراقبة المصانع ومنتجاتها كما يتم اخذ عينات من المنتج تكون عشوائية ويتم فحصها في المختبرات للتأكد من انه لا يوجد شيء في هذه المشروبات الغازية، ليس فقط الكحول بل أشياء يمكن ان تسبب الضرر للمواطن الاردني ،فلا يستطيع احد وضع اي مركب أو عنصر في المشروب أو في الطعام، فمن غير الممكن ان يكون في المشروبات الغازية كحول ولا يستطيع احد التلاعب بالمواطن الأردني وقوت يومه ، والمؤسسة دائما موجودة وقريبة كل القرب من ابناء الوطن.

أما مؤسسة المواصفات والمقاييس فقد قالت: إن المنتج المقصود يصنع في الداخل وانه لا يرتبط بالصناعات الكحولية لا من قريب ولا من بعيد

الرأي الشرعي

فيما اقتصر مفتٍ من دائرة الافتاء العامة (رفض ذكر اسمه) على القول: إن على المؤمن تجنب الشبهات.

أما أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية د. محمد طالب فقد قال : ''إن ما أسكر قليله فكثيره حرام '' هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فاذا ثبت بالدليل القطعي ان في المشروبات الغازية (بغض النظر عن نوعها) كحولاً فهذا يعني أن على المواطنين ان يتجنبوها مهما كانت قيمتها الغذائية، كما اعلن الكثير من العلماء ان المشروبات الغازية ضررها اكثر من نفعها وبالاعتماد على هذا وبالاستناد الى قواعد المحافظة على الضرورات ومنها النفس يجب ان يتجنبها المسلم .

وأضاف طالب : أن يكون في المشروبات الغازية كحول فهذه كارثة لا يمكن التغاضي عنها، وإذا ثبتت صحة القول فيجب عدم الاكتفاء بمقاطعة المشروب بل محاربة الشركة حتى تخرج صاغرة من أراضينا الإسلامية .

دعوة قضائية

والجدير بالذكر ان مجموعة محامين في الأراضي المحتلة تقدموا بدعوى قضائية للمحكمة المركزية في مدينة القدس، ضد الشركة المركزية لتعبئة المشروبات الغازية والتي تقوم بالتسويق لشركة مشروبات غازية امريكية في اسرائيل، مطالبة بتعويض الأمة الاسلامية في إسرائيل، وذلك بعد اكتشاف ان المشروبات الغازية تحتوي على الكحول.

وقد عمد المحامون وعلى رأسهم حازم أبو طير إلى إجراء الفحوصات المخبرية اللأزمة للتأكد من احتواء المشروبات الغازية على الكحول، وقد تأكدوا بالفعل من وجود الكحول، وأن النسبة لا تقل عن 1 ٪ وهذه كانت الكارثة حيث تبيّن ان الشعب الفلسطيني قد اعتاد على شرب الكحول وهو لا يدري.

التاريخ : 2011/05/10

تعليقات